تتمتع تركيا بموقع جغرافي فريد من نوعه ما جعل منها أهمية استراتيجية وإقليمية بل عالمية أيضاً وبذلك أضحت تركيا مؤثرة في العديد من المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية بل والعسكرية أيضاً.
فبين عامين 2003 إلى 2020 جذبت هذه البلد إليها الكثير من الاستثمارات الأجنبية التي ما لبثت أن وصلت قيمتها إلى نحو 165 مليار دولار، في الوقت ذاته التي حققت فيه دول مثل هولندا وأمريكا وإنجلترا ثلث إجمالي الاستثمارات الأجنبية في البلاد.
بعد ان قام كلاً من موقعها الجغرافي والاستراتيجية، سعت تركيا لتعزيز مكانتها كدولة تجذب استثمارات مالية مباشرة من جميع أنحاء العالم بفرصها الجذابة طويلة الأجل للمستثمرين الدوليين، كما ودخلت الاستثمارات الأجنبية المباشرة، التي كانت على مستوى ملايين الدولارات حتى العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عملية زيادة سريعة اعتباراً من بداية العقد الثاني.
ولقربها من الأسواق الأوروبية والشرق أوسطية، استطاعت تركيا منذ عام 2003 جذب استثمارات مباشرة من جميع أنحاء العالم بقيمة 165 مليار دولار في الصناعة والتمويل، والطاقة إلى النقل، ومن التعدين إلى البيع بالتجزئة.
وبأخذ أرقام وبيانات صادرة عن البنك المركزي التركي، فإن الاستثمارات المباشرة لغير المقيمين في تركيا خلال الـ18 عاماً الأخيرة بلغت 164.6 مليار دولار أمريكي، فيما شهد عام 2007 على جذب أعلى استثمار أجنبي مباشر تاريخ الجمهورية التركية بلغت قيمته نحو 19.1 مليار دولار.
وتراوحت حصة الاستثمارات القادمة من الدول الأوروبية بين 60% و87% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية في تركيا على مر السنين.
وخلال الأعوام الـ18 الأخيرة جاءت استثمارات مباشرة بقيمة 120.1 مليار دولار من أوروبا، و29 مليار دولار من آسيا، ونحو 14.3 مليار دولار من أمريكا.
وخلال الفترة المذكورة (2003-2020) استثمر المستثمرون الأجانب 54.2 مليار دولار في قطاع التمويل والتأمين، ونحو 18.1 مليار دولار في قطاع الطاقة و14.4 مليار دولار في المعلوماتية والاتصالات و11.1 مليار دولار في تجارة الجملة والتجزئة، بالإضافة إلى 9.3 مليار دولار في قطاع الأغذية و3.5 مليار دولار في التعدين.
الاستثمارات العالمية في تركيا:
تنوعت الاستثمارات المباشرة لدول الخليج في تركيا في عديد من المجالات من الصناعة إلى التمويل، ومن البيع بالتجزئة إلى وسائل الإعلام.
وبلغت الاستثمارات الخليجية نحو 11.4 مليار دولار خلال الـ18 عاماً المذكورة، وحلّت الإمارات العربية بالمرتبة الأولى بعد أن وصلت استثماراتها إلى نحو 4.3 مليار دولار، تبعتها قطر في المرتبة الثانية بواقع 2.7 مليار دولار، والسعودية في المرتبة الثالثة بواقع مليارَي
دولار، واحتلت الكويت المرتبة الرابعة بـ1.9 مليار دولار.
هولندا:
تُعتبر هولندا أكبر شريك استثماري لتركيا في مجالات مثل الموانئ والخدمات اللوجستية والعقارات والبناء والزراعة والطيران والأغذية والإلكترونيات وصناعة وتوريد السيارات، بالإضافة إلى السياحة الصحية. وخلال السنوات الـ18 ضخت هولندا استثمارات مباشرة في الاقتصاد التركي وصلت قيمتها إلى قرابة 26.2 مليار دولار، أي ما يقرب من 16% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية في تركيا خلال نفس الفترة.
الولايات المتحدة:
حلت في المرتبة الثانية على قائمة الدول الأكثر استثماراً في تركيا ما بين عامي 2003 و 2020، إذ استثمرت 12.9 مليار دولار مباشرة في عديد من المجالات مثل التمويل والغذاء والتكنولوجيا. وبينما كان أكبر استثمار لها في عام 2007 بعد أن استثمرت ما مجموعه 4.2 مليار دولار في القطاع المصرفي، ووصلت حصة استثماراتها إلى 7.8% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية في تركيا.
المملكة المتحدة:
ثالث أعلى استثمار في تركيا من نصيب المملكة المتحدة، إذ استثمرت إنجلترا 11.6 مليار دولار في تركيا خلال الأعوام الـ18 المذكورة، وتنوعت استثماراتها، بين قطاعات البنية التحتية والطاقة والغذاء والسياحة والتمويل والاتصالات.
النمسا:
بإجمالي استثمارات بلغ نحو 10.6 مليار دولار في فترة الـ18 عاماً المذكورة، احتلّت النمسا المرتبة الرابعة بين الدول الأكثر استثماراً في تركيا، وذلك بعد أن زادت استثماراتها منذ عام 2006 وركزتها في تجارة الجملة والتجزئة وقطاعات الطاقة.
ألمانيا:
مستغلين عمق جذور الشراكة الاقتصادية والسياسية بينهما، قطعت الاستثمارات الألمانية في تركيا شوطاً كبيراً خلال السنوات المذكورة، واحتلت ألمانيا المرتبة الخامسة باستثمارات بلغت قيمتها 10.1 مليار دولار، كما فضلت الشركات الألمانية الاستثمار المباشر في تركيا في مجالات السيارات والصناعة والطاقة والبتروكيماويات وعديد من المجالات الأخرى.